كتبه: عبدالقادر شاكر

كنت قد نبهت في هذه السلسلة لكتابنا التالي، لكن لأهميته و روعته من جهة، و حاجته لمزيد اهتمام من قبل طلبة العلم و الباحثين في شتى علوم الشريعة من جهة اخرى رأيت إعادة الكلام عنه مع زيادات تليق بالمقام.

و كتابنا اليوم هو ( نسيم الرياض شرح الشفا للقاضي عياض )

  المتن من تأليف عياض بن موسى بن عياض اليحصبي المالكي (ت ٥٤٤) والشرح من تأليف شهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجي [ت 1069 هـ ] .

وهو أحد أفضل الشروح المطبوعة للمتن المذكور، ورغم أنّ أصل مادة الكتاب هي في خصائص النبي ﷺ وحقوقه، إلا أن مباحث الكتاب تناولت مسائل شتى من علوم شرعية عديدة.

لذا  فإن الباحث يصاب بالحيرة حينما يريد تصنيف مادة الكتاب هذا ضمن أي علم من علوم الشريعة !

هل يُصنف ضمن كتب السيرة، أم كتب الاعتقاد؟ أم كتب الأصول؟ أم كتب التفسير؟ أم كتب الفقه؟

وهذا من حيث التوصيف الإجمالي للكتاب، فقد جمع "نسيم الرياض" من شتى جواهر العلوم الشرعية بدءاً من العقيدة إلى التفسير وقواعد التفسير وأصول الفقه، والفقه، والقواعد الفقهية، بالإضافة الى السيرة النبوية، و رغم هذه الأهمية التي يتميز بها هذا الكتاب الفريد فلا نكاد نجد من يذكره وينبّه على أهميته من العلماء، أو طلبة العلم، بل لم أجد في شتى البحوث المعاصرة - في العلوم المشار إليها - من يرجع للكتاب أو ينقل منه في بحثه!!!

وهذا للاسف من مظاهر القصور العلمي العام التي تؤخذ على مناهج البحث المعاصرة، وعلى طلبة العلم بوجه عام.

فقد صار الاطلاع الموسوعي للعلوم في عداد النوادر، بل صار المختصون بعلوم الشريعة يحصرون اهتمامهم في علم واحد هو "مجال التخصص الأكاديمي" فحسب، ثم ازداد الأمر سوءاً بأن حصر هؤلاء المُتَشرِّعة اهتمامهم بموضوع رسالتهم أو أطاريحهم لاغير،  فازداد الامر هزالاً.

فصار المتخصص بالفقه جاهلاً بالتفسير والحديث، وصار المتخصص بالتفسير جاهلاً بالفقه والحديث، جاهلاً بكتب العلوم الأخرى.

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

هذه لفتة قاصرة لبيان أهمية هذا الكتاب المنسي ، ودعوة لاقتنائه وقراءته ، والحرص على الانتفاع منه في مجالات البحث ، ومنطلقاً كبيراً لعناوين بحث كثيرة في شتى علوم الشريعة يمكن استخراجها من هذا الكنز الدفين .

...

 

Copyright © 2013 All rights reserved.

Flag Counter