بقلم عبدالقادر شاكر.

 

يجزم بعض الإسلاميين أن الثبات في دين المسلمِ وحياتِهِ محمودٌ مطلقاً؛ بعد فرض أن يكون ثباته على وفق المنهج أو المذهب الصحيح، وبداهة يكون ذلك المذهب أو المنهج هو ما يعتقده أولئك الجازمون.

وبالتالي فإن التغيير -عند هؤلاء- مذموم، رغم أنهم يُثنون على المتغيرين "المتحولين" من مذهب مخالف إلى مذهبهم.

 ""

وفي المقابل يكرر ويؤكد دعاة التجديد "والتحرر" على أن التغيير والتجديد محمود، وأنه دليل العقل المتنور والفكر المتحرر، داعين إليه، ومؤكدين عليه.

ويذهب فريق ثالث إلى رأيٍ -بارد- مفاده: أنّ التغير إنْ كان إلى خير وحق وصواب: فهو محمود، وإن كان إلى شر وباطل: فهو مذموم.

لكن بناءً على معاييرهم في الحق والباطل، والخير والشر، والخطأ والصواب.

فالتغير -عند هؤلاء- محمود إن كان إلى الحق، "الذي هو حق بمعاييرهم"

والتغير يكون مذموماً إن كان إلى شر وباطل "بمعاييرهم أيضاً"

لكن يبقى في المسألة نظر آخر وهو مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الإثم ما حاك في نفسك وكرهتَ أنْ يَطلعَ عليه الناسُ) [مسلم 15-2553]

فمتى ما أخلص الإنسانُ نِيّتَه، وصَدَق في طلب الحق، وحرص على الظفر به، وسعى إلى تحصيله بكل ما أوتي: فيكون بذلك قد أدى ماهو مطلوب منه، وبذل وسعه الذي ينبني عليه التكليف المشار إليه في قوله تعالى: {لايُكلفُ اللهُ نفْساً إلا وسعها}

ولايضره بعد ذلك إن وافق قوماً أو خالف آخرين.

فلكلٍّ شريعته الخاصة.

...

 

Copyright © 2013 All rights reserved.

Flag Counter