مأزق الانتماء الإسلامي :
♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

طيلة سنوات و أنا أتتبع أحوال عوامِّ المسلمين، مِمَّنْ ينتسبُ للإسلام دون أن يُلزم نفسَه بمذهبٍ عَقَدي أو حزبي أو فقهي، فتظافرتْ عندي الدلائل الواقعية التي تُثبِت أن ما نسبته أكثر من 95% من المنتسبين لدين الإسلام : لا يتقيدون بمذهب، ولاينتمون لحزب، والباقي منهم وهم أقل من 5% (١) يتوزعون على سائر تلكم المذاهب والاحزاب والطرق، والتي يُبدّع بعضُهم بعضاً ، وينسب لنفسِه الحق والصواب دون غيره من المذاهب!!!
ففي حقيقة الأمر إن أيّ مذهبٍ أو حزبٍ من أولئك الفُرقاء لا تزيد نسبتهم عن 1% من هذه الأم،ة في أحسن الأحوال .
*وهذا يولّد إشكالات كبيرة تطلب إجابات علمية راسخة لا يتسع هذا المقال لاستقصائها* .
ولعل بعضكم قَدَحَ في ذهنِهِ بعضُها .

ثم إنّ أولئك الإسلاميين(٢) اختلفوا في توصيف العوام، فمنهم من ادعى أن العوام هم من طائفتِهِم ويتمذهبون بمذهبهم، رغم أن كثيراً من أولئك العوام يمقتونهم، ولايقرون الانتساب لمذهبهم، ولا يعتقدون مُعتقدهم !
ومنهم من ادعى أن العوام فرقة مستقلة بذاتها، ومن ثَمّ اختلف هؤلاء في الحكم عليهم، والأكثر من أتباع هذا الفريق ذهب الى تبديع العوام وتضليلهم، بل وتكفيرهم أحياناً .
ولا أدري هل تساءل أولئك الإسلاميون - بتحرر و بنظر علمي مستقل - عن مصير هذه الملايين الضالة ، "وفق لوازم مذهبه" ؟
وماذا بقي من متانة الشريعة وكمالها وشمولها وتيسيرها، حيث لم يظفر بفهم نصوصها إلا أقل من 1% من هذه الأمة ؟
-----------------------------------------------
(١) وهذه النسبة رغم ضآلتها فهي تعادل مايقارب ٧٥ مليون مسلم من مجموع المسلمين في زماننا هذا .
(٢) أعني بالإسلاميين : سائر المتمذهبين أو المنتسبين إلى طائفة أو منهج أو مذهب أو حزب، وأعني بالمسلمين: عوام هذه الأمة، مِمّن لاينتسب لشيء من تلك الفصائل، وهم السواد الأعظم من هذه الأمة .

 

...

 

Copyright © 2013 All rights reserved.

Flag Counter