إضاءات الفهوم في اشتراك العلوم :
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
إضاءة من علم العقيدة :
كانت - ولاتزال- مسألة " تسلسل الحوادث " من المسائل العَقَدية العويصة التي تُشكِّل مأزقاً ذهنياً متعِباً لدى الناظرين لها أو فيها ، فهي تتناول موضوعاً في غاية الأهمية - بالنسبة لي على الأقل - هو :

 جواز وجود حوادث "مخلوقات" لا أول لها (وهو الراجح عندي) .
وقد ظن كثير من الناس أنها من المسائل الفلسفية العَبَثية التي لا جدوى من الخوض فيها ، وهكذا ترسخ هذا الوهم عند غير المتقنين لفحواها ، والنافين لمؤداها .
لكنها في حقيقة الأمر لها ثمار هامة ونتائج عامة ليس هذا موضع بسطها ولا مقام سردها .
إنما هي كما أشرت :(إضاءة) خاطفة لمقصد هذه المقالة الطريفة الذي سيتضح أكثر من خلال الإضاءات التالية .

إضاءة من علم التفسير :
ذهب بعض العلماء عند تفسير قوله تعالى : (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ...) الآية ، إلى وجود مخلوقات قبل الإنس والجن أفسدوا في الأرض و أهلك بعضهم بعضاً ، أطلقوا عليهم اسم : الحِن - بحاء مهملة مكسورة – والبِن – بباء موحدة مكسورة -، وفصّل بعض المفسرين و أطال النَفَس في سرد روايات ، لا ينتهض أكثرها للاحتجاج ...

إضاءة من علم الحديث :
روى الطبري بإسناده ، وغيره عن ابن عباس في تفسير الآية الأخيرة من سورة الطلاق أثراً عجيباً جاء فيه : إن في هذا الكون سبعة أراضٍ ، في كل أرض منها : آدم كآدم أبي البشر ، وابراهيم كابراهيم وموسى كموسى عليهم الصلاة والسلام ... و محمد كمحمد ﷺ !!!
و في المسألة آثار أخرى كثيرة رواها الطبري و أبو الشيخ في كتاب " العَظَمَة" ، وغيرهما بما لايتسع المقام لبسطه .

إضاءة من علم الفيزياء و علم الفلك :


تتناول نظرية "ميكانيكا الكم" الجانب الآخر لما تتناوله النظرية "النسبية" من الكون ، فهي تسلط الاهتمام على الجانب الذرِّي فائق الصغر لهذا الوجود ، في حين تسلط "النسبية" الاهتمام على الجانب الكوني الفسيح لهذا الوجود ، لكن سعى المتأخرون من علماء الفيزياء إلى إيجاد نظرية تجمع بينهما معاً لتتناول الكون برُمّته  :  The theory of everything 
فوضعوا لذلك ما بات يعرف بـ "نظرية الأوتار الفائقة " اللاعقلانية والمثيرة للجدل ، والتي انشعبت فيما بعد إلى خمس نظريات متلازمة .
فكان من نتائج هذه النظرية : إثبات وجود أكثر من ثلاثة أبعاد للكون ، وتشعب الخلاف والبحث حتى أوصلوها الى : أحد عشر بُعداً متداخلاً !!!
وتمخض هذا القول عن قول آخر أكثر غرابة وهو وجود الأكوان المتوازية أو المتداخلة ، وأنه يمكن أن يكون لكل كون أرضٌ وكواكب وشمس ونظام للحياة مثل الذي نعيشه !!!

إضاءة من علم التأريخ :
تشير النصوص التوراتية والإنجيلية إلى أن عمر البشرية يتراوح بين ستة آلاف وسبعة آلاف سنة ، وهو ما ينسجم جداً مع ما تظافرت عليه المكتشفات والنظريات التأريخية الأكاديمية حول تاريخ نشوء الحضارة البشرية ، فجميع وديان الأنهار الأربعة (الرافدين والنيل والسِند والأصفر ) للحضارات الأربع الكبرى لا تتوغل أكثر من ٣٥٠٠-٤٠٠٠ سنة قبل الميلاد ، حسب دعاوى اولئك المؤرخين ، في حين تنص أسطورة "الأنانوكي" السومرية إلى أحداث (يطول سردها) تعود إلى أربعمائة وخمسين ألف سنة !!!
ويتسع الخرق عند مطالعة النصوص الهندوسية -وهي ديانة تعود -عند التامل- إلى جذور ديانة سماوية مندثرة على ما يبدو رغم وثنيتها - تدعي هذه النصوص أن تاريخ الخلق يعود إلى أربعة مليارات وثلثمائة وعشرين مليون سنة !!!
قد يقال : هذه مجرد دعاوى وأساطير وثنية .
لكننا نصاب بالذهول حينما نعرف أن كثيراً من المكتشفات الأثرية لكائنات عاقلة متطورة جداً ، في مختلف بقاع العالم تتوغل إلى عشرات الألوف بل ملايين من السنين قبل ذلك التاريخ المشار إليه في النصوص المعتمدة !!!
لكن الامر الذي ينبغي الإشارة إليه هنا هو وجود فجوة زمنية تقارب الخمسة الاف سنة بين آخر المكتشفات للحضارات البشرية المتطورة تلك ، وبين بدايات نشوء الحضارات المعروفة في تلك الوديان الأربعة ؛ لتثير اسئلة تصب فيما تشير إليه هذه الإضاءات إجمالاً ، اترك التصريح به لأفهامكم .
?????
هذه الإضاءات تستلزم كل واحدة منها فصلاً مطولا لاستيفاء متعلقاتها ، فعذراً للاختصار الشديد .


...

 

Copyright © 2013 All rights reserved.

Flag Counter