هذا الكتاب لا يعجبني مؤلفُه ، أو لا أرتاح لإسلوبه .
هذا الكتاب حذّر منه فلان .
حينما نسمع مثل هذه الكلمات تُذكرُ جواباً لسؤال : لِمَ لَمْ تقرأ هذا الكتاب ؟
فتأكد أن ذلك من مظاهر القصور العلمي لطالب العلم ، وعدم تحررِّه من ربقة التقليد وقيود التمذهب ، وعدم حرصه على التخلص من ظاهرة الانغلاق الفكري ومن ثَم العقلي !!!
أو ربما ضعفه عن الاعتراف بصحة ماعند المخالف !!!
فإنه لا ينبغي لطالب علمٍ ، فضلاً عن عالم ، أن يحجب عقله ويحجر عِلمَه على ما يراه هو صواباً أو مناسباً فحسب .
فمَن سلك هذا المنهج في الطلب فقد فاته من العلوم أكثر مما ظفر به .
كما لا يليق بعالمٍ متحرر من قيود الوهم ، ومظاهرِ التخلفِ الموروث أو المكتسب ، ساعٍ لبلوغ مراتب الأكابر من العلماء الربانيين : أن يُضيّق على نفسه من بحور العلوم والمعارف الموسوعية إلى هزالة "التخصص" الضيّق فضلاً عن التخصص الأضيق .
فلن يبلغ - بذلك - ولا أُولى درجات سُلّم صغار العلماء فضلاً عن أكابرِهم .
...