ليس القصد من هذه المقالة الموجزة : التعرض لِمَن قتل هذا الرجل ، ولا الخوض في حادثة قتله ، و لا الخوض في حقيقة قتله : هل قُتِل بحق أم بظلم ولا كيف قتل ...
بل القصد من هذه المقالة - كما أشرتُ في عنوانها - شيء آخر وهو :
التعرض لظاهرة تتكرر في حوادث شتى دون انتباه لها وهي :
ابتلاع الطعم ، و الضحك على الذقون ؛ لإثبات مزيد من الدلائل أن الشعوب الإسلامية بوجه عام ، والعربية بوجه خاص : لاتزال غارقة في السذاجة ، سهلة الانخداع ، خاضعة لتوجيه اهتماماتها وبرمجة عقولها وفقاً لما تريده أنظمة الإعلام وسياسات الدول .
فقد استقطبت هذه الحادثة الصغيرة بل التافهة : اهتمام الرأي العام ، ووسائل الإعلام، وشغلت الأذهان قرابة الشهر أو يزيد ، واستهلكت كثيراً من الأوقات الثمينة ، واستولت على حيز كبير من أفكار وعقول الناس ، وأثارت كثيراً من الضغائن والشتائم !!! والظلم ، والسُخف في التفكير ، والسذاجة في التحرير ، لدر٠ة مثيرة للشفقة من ضحالة العقول : عبر وسائل الإعلام و وسائل التواصل ، دون أن يتنبه الخائضون فيها إلى مدى أهميتها و الجدوى منها .
فمتى كان لهذا الرجل تلك المكانة الهامة في حياة الأمة ومصيرها ودينها وهو حي ، حتى يستحق كل ذلك الاهتمام والتضخيم لحادثة مقتله !!!
فمن كان يظن نفسه من النُخَب ، وهو قد التقم الطعم ، وأخذ مقتل هذا الرجل حيزاً من اهتمامه ، و جزءاً من كلامه ، فقد أثبت لنفسه قبل غيره أنه لا يستحق التأهل لمصاف تلك المنزلة الرفيعة ، فليراجع نفسه ، وطريقة تفكيره ، وليحرص على عدم التقام طعم آخر مثله في قابل الأيام .
...