الكلمة الاولى

قوله تعالى :

  (ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم )

فهذه الاية مع شهرتها بين المسلمين ووضوح معناها لدى عامتهم فضلا عن خاصتهم الا انهم غفلوا اوتغافلوا عنها وعن العمل بمقتضاها وكأنهم استقلوها عن ان ترتقي لزوال ما ألم بهم من فتن وشدائد ومحن . فخالفوا امر الله تعالى في الاصلاح فتجاوزا الخطوة الاولى في الاصلاح وهي اصلاح النفس والبدء بها لبلوغ الاصلاح العام . فقوله تعالى " حتى يغيروا مابأنفسهم " اشارة الى ان التغيير العام يبدأ بالتغيير الخاص

وان اصلاح الشعوب ينبغي ان يبدأ باصلاح الافراد .

الكلمة الثانية

قوله تعالى : وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون

قال ابن كثير في تفسير الاية " كذلك نفعل بالظالمين نسلط بعضهم على بعض ونهلك بعضهم ببعض وننتقم من بعضهم ببعض جزاء على ظلمهم وبغيهم " اهـ وقال السعدي " ومن ذلك ان العباد اذا كثر ظلمهم وفسادهم ومنعهم الحقوق الواجبة ولي عليهم ظلمة يسومونهم سوء العذاب ويأخذون منهم بالظلم والجور أضعاف مامنعوا من حقوق الله وحقوق عباده على وجه غير مأجورين فيه ولامحتسبين كما ان العباد اذا صلحوا واستقاموا أصلح الله رعاتهم وجعلهم أئمة عدل وانصاف لاولاة ظلم واعتساف "اهـ

فالولاة مرآة للرعية . وحاشا لله تعالى وهو الحَكَم العدْل ان يظلم عباده المسلمين بتسليط ولاة الظلم والسوء عليهم مالم يستحقوا ذلك بسوء اعمالهم وعلى قدر جور الرعية وظلمهم يسلط عليهم من أئمة الجور مايلائم فجورهم ويكون عقوبة لهم

فهل من معتبر او مدكر

الكلمة الثالثة

في قوله صلى الله عليه وسلم " هلاك امتي على يدي اغيلمة سفهاء

فهل تأمل الصغار من المتحمسين والمتصدرين لكبار النوازل هذا الحديث بل هل سمعوا به ؟ فيالها من طامة ويالها من نازلة ان يتصدر الصغار للنوازل الكبار وان يحكموا عقولهم الساذجة لمصير الملايين من المسلمين فيتوهم المساكين انهم ببضاعتهم المزجاة يمكن ان يسوقوا أمتهم الى غاية الدولة المنشودة

الكلمة الرابعة

اذا رفعت الامة شرارها ووضعت خيارها فقد سلكت سبيل الخذلان والخسران

واذا رفعت خيارها ووضعت شرارها فقد سلكت سبيل التوفيق والنصر والتمكين

ألا

فلتنظر كل امة الى موضع الخيار منهم وموضع الاشرار.. فهل رفعت الاخيار منهم في كل موضع او اختصاص بما يستحقه ذلك المقام؟

وهل منعت الصغار من ان يتصدروا مواضع الكبار 

...

 

Copyright © 2013 All rights reserved.

Flag Counter