بقلم: عبدالقادر شاكر. 

 

 

لطالما أثارت انتباهي، ونغّصت عليّ أفكاري تلك السذاجة –المثيرة للشفقة والسخط- المتفشية في أوساط " المتدينين" بشتى انتماءاتهم، بل في شتى الأديان.

وكنت أتساءل في نفسي: ما سبب كون الغالب على "الشخصيات المتدينة" السذاجة والتفكير السطحي أو الطفولي؟؟؟

وكانت تتوارد على ذهني ثلاث إجابات:

الأولى: أنَّ التدين يصنع السذاجة؛ لأسباب ليس هذا محل بسطها.

الثانية: أنَّ التدين إنما ينطلي على السذج من الناس، غالباً؛ لاحتوائه على غيبيات تحتاج لعقل ساذج ليتقبلها.

الثالثة: أنَّ الوعظ الديني- أو الوعاظ- هم الذين صنعوا أجيالاً من المتدينين السذّج؛ بسبب الخطاب الوعظي المتخلف والساذج.

لكن لم أكن أطمئن لواحد من هذه الإجابات، حتى انتبهت لحقيقة كبيرة ومؤلمة- للعقلاء- وهي:

إنَّ كل شعوب العالم تتألف من نسبة غالبة من السذج، وضعاف العقول والغوغائيين، وهم الذين صاروا يصطبغون بوصف شامل ومعاصر وهو "التفاهة" وليس في ذلك تجني ولا مبالغة عند التحقيق والنظر الدقيق؛ فإنّ كل حضارة وكل بلد لا تقوم قائمته ولا تزدهر حضارته إلا على النخب منهم، وهم الذين لاتتجاوز  نسبتهم من 1-5% وسط ذلك السواد الأعظم من شعوبهم، في أفضل الأحوال.

وبالتالي فإنَّ مابين 95- 99 % من سائر الشعوب والحضارات هم من الغثاء، والرعاع.

ولا أدلَّ على ذلك -من واقعنا- أنك تجد "لاعباً" في كرة القدم له متابعون بلغ عددهم خمسمئة مليون!!!

وأجزم أن أكثر من هذا العدد امتنع عن متابعته وتشجيعه لا لكونه "تافهاً" أو "لا قيمة له" بالمعايير الاجتماعية والعلمية المعتبرة، بل لأنهم يتابعون أو يشجعون غيره من اللاعبين.

ولو تابعتَ أشهر قنوات اليوتيوب -من حيث عدد المشتركين- فستجد حقيقة صادمة مفادها أن كل تلك القنوات محتواها "صناعة التفاهة" بشتى ألوانها المعاصرة، فليست تلك القنوات مهتمة بعلم من العلوم، ولا بصناعة الوعي، ولا تهذيب النفوس ولاغيرها من ضروب الخير والنفع. 

فنعود إلى أصل التساؤل المطروح لتتضح لنا الإجابة بجلاء، وهي إن هؤلاء المتدينين ما هم إلا قطعة عشوائية من الشعوب التي ينتمون إليها، وتلك الشعوب –كما تقدم- تتكون من السذج والغوغاء والرعاع، بنسبة ساحقة.

فلاغرابة بعد ذلك أن نجد السواد الأعظم من المتدينين هم بهذا التوصيف.

 

لكن بقي في النفس شيء لعلي أخصه بمقال مستقل إن شاء الله.

...

 

Copyright © 2013 All rights reserved.

Flag Counter