بقلم: عبدالقادر شاكر.

كانت بصمة الإصبع - ولا زالت- تمثل صفةً خاصة بكل إنسان، تميزه عن غيره، ولايشابهه فيها أحد، ثم بمرور السنين وتوالي الاكتشافات في شتى علوم الإنسان، تراكمت سلسلة معرفية تظافرت على ترسيخ حقيقة كبرى من حقائق خلق الإنسان، تمثل ركيزة مهمة وشاملة للتشريع والمعرفة، وغير ذلك...

وهي : إنَّ كلَّ إنسانٍ هو بمثابة بصمة، بِرُمَّتِهِ، لا يتطابق مع أيِّ إنسان، ولو كان توأمه، وهو و إن تشابه -ظاهرياً- مع غيره، لكنه مع ذلك لايتطابق معه من كل وجه.

وهذا الاختلاف لا ينحصر في الاختلاف البدني، بل يشمل:

العقلي.

والنفسي.

والروحي.

وغيرها.

وينبني على هذا: الاختلاف في التشريع، والاختلاف في الفهم، والاختلاف في الامتثال لذلك التشريع، والاختلاف في ردود الأفعال، والاختلاف في تسويغ القرارات، والاختلاف في صياغة الثوابت والبديهيات.

وغير ذلك مما يطول استقصاؤه.

فلايتوهمنَّ أحدٌ أنَّ ما عنده من ثوابت وبديهيات، يشترك معه فيها غيره، ولا أنَّ من يخالفه الرأي: يكابر أو ينحرف عن العمل بمقتضى ما عنده هو، فما تراه صحيحاً بديهياً قد يراه غيرك خطأ ومنكوساً الفهم، ليس بالضرورة لأنه يكابر في معرفة الحق، كما يتوه أكثر الناس، بل لأن منظومته العقلية والمعرفية تختلف عمّا هي عليه عندك.

 

...

 

Copyright © 2013 All rights reserved.

Flag Counter