بقلم عبدالقادر.

 

الحزن التفاؤلي: هو اصطلاح رأيتُ اختياره لتوصيف شعورٍ خاصّ، ينتاب فِئة من الناس، يَعسرُ عليّ وصفه بدقة؛ إذ وعاء الألفاظ يضيق أحياناً عن بيان المعاني والمشاعر العميقة والدقيقة التي قد تتسلل إلى روح الإنسان أو عقله، وبالتالي فهذا الاصطلاح هو محاولة لتقريب الفهم لذلك الشعور الغريب وغير المألوف.

وإنما وصفته بـ "الحزن" لأنه أقرب وصف لذلك الشعور، ثم إنّي أردفته بـ (التفاؤلي) لاستبعاد كل المشاعر المتشائمة والسوداوية، فهو -أي ذلك الشعور- مع كونه يقترب من شعور الحزن"الروحي" إلا أنه لا صلة له بالتشاؤم، ولا اليأس، ولا أي صورة من صور المشاعر السوداوية.

بل تمتزج مع ذلك "الحزن" مشاعر مركبة من: التسامي عن هذا العالم،  وازدراء كل ألوان الشرِّ فيه، والنّأي عن ضروب التسفّل، و مقت الانغماس في الشهوات(حتى المباحة منها)

فتتصاغر مصائب الدنيا، وتتقزم أمنياتها، وتهون أوجاعها، وتتهاوى ملذاتها.

فتعتري ذلك الإنسان لون غامض من ألوان السكينة، و رغبة بالانغماس والبقاء فيه، كوسيلة للانحجاب عن هذا العالم...

ثم العجب بعد ذلك أن تكون كل تلك المشاعر مغلفة بذلك الحزن الفريد!!!

وفي ظني أن "الحزن التفاؤلي"  لا يتذوقه إلّا من تراكم في تكوين شخصيته وبناء عقله بضعة أمور يعسر أن تجتمع في بوتقة إنسان واحد، وهذا ما يجعله نادراً جداَ، وعسر الفهم جداً.

 

هذه محاولة لتقريب ذلك الشعور إليك، ولعلك - إن ساورك من قبل- ستعرفه بدقة أكثر من تلك الألفاظ السالفة... فهل مررت بمثل هذا الشعور من قبل؟؟؟؟؟؟؟

...

 

Copyright © 2013 All rights reserved.

Flag Counter