بقلم: عبدالقادر شاكر.

 

يعاني الطيبون في هذا العالم من قسوة الناس وظلمهم لهم، ويشعر بعض أولئك الطيبين بفجوة أو عزلة تفصلهم عن مجتمعاتهم التي يعيشون فيها وينتمون إليها، وتزداد تلك القسوة وتشتد تلك المظالم عليهم من حولهم فتؤدي بهم إلى انتكاسات نفسية وسلوكية خطيرة أحياناً، قد يكون مآلها أمراض نفسية، وربما الانتحار في بعض الأحيان !!!

وهذا هو المصير المأساوي الأول الذي يؤول إليه حال فريق من الطيبين .

لكن قد يسلك فريق آخر من الطيبين مسلكاً لا يقل خطورة ولا مأساوية عن أصحاب الفريق الأول، وهو الجنوح نحو التخلي عن طيبتهم، و رفض ما هم عليه من سلوكيات هي في نظر المجتمعات الظالمة: سذاجة وغفلة وحمق وغباء وضعف.

متوهمين: أن الطيبة من متلازمات تلك الصفات الذميمة.

 وبالتالي يتحول ذلك الذي -كان طيباً - إلى: مجرم أوظالم، متمرد على تلك المجتمعات، وقاسٍ لا يعرف رحمة ولا شفقة، وتتلوث سريرته بسوء الظن، والكراهية؛ متوهماً أن تلك الطيبة التي كان يتحلى بها: هي بالفعل غباء وحمق ونحو ذلك من صفات الضعف.

وهذا هو الصير المأساوي الثاني الذي يؤول إليه  حال فريق من الطيبين .

لكن :

أليس من الممكن - بل الواجب - أن يتربى الطيبون على سلوكِ مصيرٍ ثالث؟؟؟

أليس من لوازم الطيبة الحقيقية أنْ يبقى الطيبون على طيبتهم؟

 ليثبتوا أنّ تلك الطيبة سجية جُبلوا عليها، ومنحة عظيمة من الله تحلّوا بها، فهي ليست في مقابل تعاملٍ مماثلٍ، فلا ينتظر الطيبون أن يعامَلوا بمثل ذلك ليبقوا على طيبتهم.

وما المانع من أن يكون الإنسانُ طيباً وقوياً في آن معاً.

صبوراً على مآسي الحياة، وكريماً فيما يبذله لغيره من خير .

إلّا أن التربية المغلوطة التي نشأ عليها كثير من الناس جعلت تلك المتلازمة([1])شبه متأصلة في نفوس الطيبين للأسف، فوجب لذلك تصحيح ذلك الوهم، وإزالة تلك المتلازمة؛ فإن من أشد ما يؤثر في التغيير الإيجابي لمجتمعاتنا، وأهم ما يلزم المتصدرين للإصلاح أن يجمع بين الطيبة والقوة .



[1]))أعني متلازمة الطيبة للسذاجة والغفلة والحمق .

...

 

Copyright © 2013 All rights reserved.

Flag Counter