بقلم:  عبدالقادر شاكر.


يكثر على ألسنة الشعوب المقهورة -عربيةً أو إسلاميةً أو غيرها- السَّخطُ على حكوماتِها، ولعنُ قاداتِها، وصبُّ اللومِ على ولاتِها .
وكنتُ ولازلت أكرّر و أقول :
لماذا تسخطون الأنظمة والحكومات؟

 متسائلاً :
من أين جاء الوزير الفلاني؟
ومن أين جاء المسؤول الفلاني ؟
من القمر أم من المريخ!!!

بل هم من أبناء جلدتنا وثمرات مجتمعاتنا.
فهذه المجتمعات المتخلفة و الظالمة هي التي تُنتِج و تُثمر أمثال هؤلاء.
وهي التي تُخرّج - ولاتزال- المتطرفين والمنحرفين، بشتى الألوان والمسميات والاتجاهات.
فلينظر كلّ ساخطٍ أو يائسٍ أو قانط من أمَّتِهِ أو بَلدِه: إلى كلِّ منحرفٍ أو مُفسِدٍ في بلده - إسلامياً كان أم علمانياً ، متديناً أو ملحداً- وليسأل من أين جاء، وكيف نشأ، وما الذي أوصله لما هو عليه؟!
إن مجتمعاتنا هي التي تصنع الظالمين و الفاسدين، وهي التي تُخرِّج المتطرفين والمنحرفين.

وهي التي تسهم في وصولهم إلى ما هم عليه .
وما تلك النماذج السيئة إلا نِتاج مجتمعاتنا نحن، وثِمارُ تربيتِنا المتخلفةِ نحن، بدءاً من تربية البيت إلى تربية المساجد والمؤسسات التعليمية الدنيا والعليا.
ومن تربية الوالدين الى توجيهات الشيخ والواعظ والمربي والاستاذ والمشرف.
الكل يسهم، والكل يشارك، في إنشاء تلك الثمار الفاسدة والضارة ،فمن أجل ذلك أقول :

*أصلحوا الشجرة قبل أن تسخطوا الثمرة*


*فلا جدوى من البكاء على فساد الثمرة*
*دون إصلاح الشجرة*

 

...

 

Copyright © 2013 All rights reserved.

Flag Counter