فن الاحتواء وفن التجاهل : ثمرةٌ من ثمرات الحِلم، الصفة التي امتدحها النبي صلى الله عليه وسلم .
وهما صفتان لازمتان من صفات النُخب .

 فلا يرتقي الإنسان إلى مصاف تلك المنزلة العلية وهو عاجز عن احتواء مخالفيه واحتمال مبغضيه، وعاجز عن تجاهل الساخطين عليه و المسيئين إليه .
وحقيقة ارتباط هذين الفَنّين بالشخصية النُخبوية : هو أن سرعة الانفعال بما يصادم قناعات الإنسان، وسهولة استفزازه، و شدة التأثر بما يقوله الآخرون : تدل على عقل ضعيف، وذكاء خفيف، وشخصية غير رصينة، غير واثقة بما عندها من علم وفهم .
في حين إن القدرة على الاحتواء : تدل على ذكاء، وحِلم، وطيبة، وحسن ظن، وصبر.
والقدرة على التجاهل : تدل على التحكم بالعاطفة، والثقة بالنفس، وتغليب العقل على الهوى .

 وبالتالي قوة الشخصية اللازمة لتكوين النخبة .
وكل تلك الصفات هي من مكونات الشخصية : النخبوية .

فاحرص – أيها الحريص على بلوغ مراتب النخب – إحرص على التحلي بهذه الصفات الحميدة، التي تجعلك متقناً لفن الاحتواء وفن التجاهل؛ فبهما تصل المنازل العلية من المراتب الإنسانية .

ختاماً أنبه مذكراً :

إن فن الاحتواء لا يستلزم النفاق، ولا لبس الأقنعة المزيفة، ولا المداهنة على حساب الحق .

كما إن فن التجاهل لا يستلزم سوء الأدب وقلة احترام الآخر .

...

 

Copyright © 2013 All rights reserved.

Flag Counter