تنبيه على أخطاء شائعة في تعبير الرؤيا (تفسير الأحلام) :
أولاً : كثير من الناس حينما يسأل عن تعبير رؤيا إنما يسأل عن تفسير رمز من رموز الرؤيا فيقول مثلاً : ما معنى الجبل في الرؤيا ؟ أو ما معنى اليد أو الشمس - وما شابه - في الرؤيا ؟ وهذه الطريقة غير صحيحة من وجهين :
الأول : أنه ما من رمزٍ يراه النائمُ إلا ويحتمل أكثر من معنى ، دون استثناء .
الثاني : أن القرائن وسياق الرؤيا التي تحتف بذلك الرمز هي أهم وسيلة لتنقيح المراد من ذلك الرمز ، لذا فلا بد من قصّ الرؤيا كاملة بكل تفاصيلها على المعبر .
ثانياً : يختار –أو يضطر - بعضُ الرائين أن يقصَّ رؤياه على وسيطٍ أو أكثر لينقلها ذلك الوسيط إلى المُعبِّر وهذا في الحقيقة من أهم أسباب الخطأ في تفسير الرؤيا ؛ لأن الوسيط مهما كان حريصاً و أميناً فلن يكون بدقة تعبير الرائي نفسه في قصِّ الرؤيا بكل تفاصيلها ، فقد ينسى الوسيطُ كلمةً أو جملةً وقد يغيِّر بعضَ ألفاظِها فتقلب تعبير الرؤيا رأساً على عقب .
ثالثاً : ليس من شرط الرؤيا الصادقة أن ينام الرائي على طهارة ، ولا أن يكون من الصالحين ، ولا أن تكون وقت الفجر .
رابعاً : ليس من شرط التعبير أن يلتزم المعبِّر بتفسير كل مفردات ورموز الرؤيا ، بل قد يكتفي المعبر بتفسير رؤيا مليئة بالتفاصيل والرموز –بجملةٍ واحدة أو رمزٍ واحدٍ فقط ، ويكون ما سوى ذلك الرمز من قبيل الحشو الذي لا تعبير له .
خامساً : رموز الرؤيا التشاؤمية أو المُخيفة لا تستلزم أن يكون تعبيرها تشاؤمياً أو مخيفاً ، كما أن رموز الرؤيا التفاؤلية أو المفرحة لا تستلزم أن يكون تعبيرها تفاؤلياً ومفرحاً ، فقد يرى الرائي ما يسْتبشعُهُ أو يستحي من ذكره ويكون تعبيره بشارةً أو خيراً للرائي .
سادساً : قد تتحقق الرؤيا في اليوم التالي ، وقد يتأخر تحققها إلى سنوات كما حصل مع النبي يوسف عليه الصلاة والسلام ، إذ تحققت رؤياه بعد سنين طويلة .
...