هذه الظاهرة لطالما شغلت اذهان كثيرٍ من الناس . وادخلت على نفوسهم الضعيفة . الشكَّ والريبة . بل والجرأة على الله تعالى بنسبة الظلم اليه وغياب العدل سواءً في باب النعم او باب النقم .

لكن ماحقيقة هذا التفاوت في الابتلاء بين الناس ؟؟

ولماذا ينعم بعض الناس بالملذات وشتى الوان النعم مع انهم من العصاة اوحتى غير مسلمين احياناً؟

بينما يقاسي غيرهم الوان البلاء والشقاء مع أنهم غالباً من المسلمين الاتقياء ؟

هذه المقالة محاولة للاجابة على هذه التساؤلات .

 

لكن قبل الاجابة على هذا التساؤل الذي كثيراً ما دار في أذهان المسلمين المبتلين منهم خاصة ,

من المهم أن نقرر حقيقة هامة جداً في هذا الباب وفي أبواب اخرى متعلقة بالشبهات المتعلقة بالقدر وضروب الابتلاء , وهذه الحقيقة هي تنزيه الله تعالى عن الظلم بكل أشكاله أو ضروبة أو مراتبه , عن طريق تقريرها بهذه الاسألة :

ماهي أسباب الظلم بين البشر ؟ وهل يجوز نسبة هذه الاسباب لله تعالى ؟

فقد يظلم حاكم لانه جهل حال الظالم من المظلوم وغابت عنه حقائق فأخطأ الحكم .

وهل يجوز نسبة مثل هذا الجهل لله تعالى , وهو القائل {وعنده مفاتح الغيب لايعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين} سبحانك ربنا وحاشى .

وقد يظلم الحاكم لانه واجه تهديداً من جهة عليا وفرضت عليه أن يحكم بالظلم فاضطر للخضوع لتلك الجهة , وهل يصح نسبة هذا الضعف والخضوع لله تعالى وهو القائل {إن كل من في السموات  والارض الا آتي الرحمن عبداً لقد أحصاهم وعدهم عداً وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً}

سبحانك اللهم ماقدرناك حق قدرك .

وقد يظلم الحاكم لانه تعرض لإغراءات ورشاوى , أوعرض عليه شئ من متاع الدنيا فرضخ لتلك العروض من مال او نحوه من الملذات , وغلبته شهوته .

وهل يعقل نسبة ذلك لله تعالى وهو القائل {ان الله له ملك السموات والارض} وهو مالك الملك , فمن ذا الذي يعرض عليه شئ وهو المالك له سبحانه .

وقد يظلم الحاكم لان له صلة قربى أو ميل إلى احد الخصمين دون الاخر , وهل يصح نسبة تلك القرابة لله تعالى وهو القائل {لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد}.

 


فقد ثبت بمثل هذه التساؤلات انتفاء الظلم عن الله تعالى . وبذلك تتقرر هذه الحقيقة العظيمة

...

 

Copyright © 2013 All rights reserved.

Flag Counter