بقلم عبدالقادر شاكر.

 

تراكم في السنوات الأخيرة معالم لظاهرة خطيرة، يمكن أن توصف بـ " الإرهاب الصحي" وهذه الظاهرة، بل قل هذا الإرهاب بحق، قد تظافر على صناعته ونشره حشود من الأطباء وخبراء التغذية، وأضرابهم، وذلك من خلال ما يبثونه بين الناس من أراجيف وتحذيرات وتخويف، تكاد لم تترك شيئاً من طعام الإنسان أو عاداته الصحية، بل وسائر جزئيات حياته في عمله وراحته، ونومه ويقظته وسائر حياته اليومية، إلا وحذروا منه، وجعلوه سبباً لمرض، أو مؤديا إلى عاهة، أو مآلاً لعطب في جسده أو عقله، أو تشوه في بدنه، لدرجة أنهم جعلوا من يتابعهم ويصدقهم في كل ما يقولونه: يعيش في خوف وقلق وهلع من كل مايتناوله من مأكل أومشرب، ويصاب بهواجس لاتفتر من الإصابة بمرض أو التعرض لخلل في جسده.

وقد تبين لي بعد متابعة طويلة لهؤلاء " الخبراء في الصحة والغذاء" أن كل مايقولونه وينشرونه لا يعدو كونه محض اجتهاد، معرَّض للخطأ والصواب، في قصارى أمره، هذا إن لم يكن مجرد رأي شخصي، أو محاولة للتفرد والبروز والشهرة.

فمن أجل ذلك لم يعد عندي ثقة بما يروجونه ويثرثرون حوله من أشياء في الصحة أو الطعام.

وإنما يكفي ابن آدم أن يحرص على أركان الصحة الثلاثة هي:

 

الركن الأول: الطعام الصحي، فإن بناء جسده من طعامه الذي يضعه في جوفه، والطعام الصحي -ببساطة- هو كل طعام طبيعي لم تلوثه يد الإنسان بتغيير ولا إضافات، كالأطعمة المصنعة، فليأكل مما أباحه الله، من غير إسراف.

الركن الثاني: ممارسة الرياضة، أو المشي بانتظام، لمدة ساعة كل يوم على الأقل.

الركن الثالث: ترك التوتر، أو ترويض النفس على تركه بكل أشكاله وأنواعه، كالغضب الشديد، والحزن الشديد، والخوف الشديد، بل وحتى الفرح الشديد.

...

 

Copyright © 2013 All rights reserved.

Flag Counter